الصفحة الرئيسية  متفرّقات

متفرّقات مقال رأي: بئس مجتمع لا يؤلّف بينه الّا ما فيه مساس و ترغيب للغرائز والشهوات

نشر في  19 أوت 2017  (12:03)

بقلم القارئة ليندا التيس

جميعنا ندرك ادراكا تامّا أنّ مجتمعنا العربيّ هو مجتمع خسيس تعيس رخيص ولا أحد يستفظع ذلك. فحتّى من يستنكر هذه الأوصاف تعظيما لعروبته النزيهة والاعلاء من شأنها و تعظيمها قدّام ثلّة الأكارم و الأكابر فانّه في خصاصة مهجته وعند افتتاح حوار بينه وبين نفسه فانّه لا ينفي بتاتا انحطاط قيمنا زد على ذلك سفالة ودناءة مجتمعنا.

عار على أنفسنا.

اثم لأرواحنا. علّة لعقولنا أن نطلق على أنفسنا صفة المجتمع. نحن نمثّل تضادّا لمبدأ المجتمع. نحن المفترق العربيّ الّذي لا حول لنا و لا قوّة فيه.

أتدرون ما الّذي يجمعنا؟

..تجمعنا امرأة زنت و لعلّها في قرار وجدانها أعلنت توبتها و تفادت الدّعارة فنهبّ نحن العرب نرجمها بالحجارة. نؤذيها و ننكّل بها و نوكل لأنفسنا صفة الاله في محاسبتها حتّى تجهر ازاء الملأ بمآبها نحو الله وفي باطنها لوعة ومرارة..

فهل كان هذا التّكليف الّذي أخضعنا اليه ارادتنا بمثابة كفّارة.

نحن مجتمع توحّده صبيّة عشرينيّة خلعت خمارها باسم الحريّة الشخصيّة في بلادي العربيّة.. مسكينة هذه الصّبيّة.. هي لم تتفطّن بأنّنا حثالة من النّاس يضحكنا شرّ البليّة و تمايلنا و تطربنا آهات الجراح و الأذيّة.. فتغدو الغادة مقام نقاش ملتقى البكرة و العتمة و العشيّة.

نحن كمجتمع ..لا يؤلّف بيننا الّا كلّ ما فيه مساس و ترغيب لغرائزنا و شهواتنا.. تغافلنا عن انسانيّتنا و مكانتنا الّتي خصّنا بها الله و فطنتنا و حكمتنا كما قال الله تعالى في كتابه الكريم "كنتم خير أمّة أخرجت للنّاس".. و ألّف بيننا خمر و نبيذ. زنا و نساء. فننسلخ بغتة الى كتل من الغباء و البلاهة و الفساد لنطمس ختام ما قرّ فينا من رشد و سداد..

فاصفح عنّا يا خالقنا و اعف بنا. نحن مجتمع غاصّ بالتّضارب و التّناقض و التّعارض ..نحن المجتمع المنفصل..نحبّ الله و لا نتوانى عن سبّ و شتم و قمع من يتعارض و ايّانا بدافع التّبعيّة العقائديّة.

نبلغ الملاحم الدّمويّة في اطار الاختلافات الدّينية.. و لكنّنا لا نقضي فرائضنا و لا نأبه و نكترث لما نصّت عليه الشريعة السّماويّة. نولع بجلّ ما له آصرة بالأنثى و نختلج و نهتزّ لاهتزاز الخاصرة.. في المقابل نشمئزّ و ننقبض اذا بصرنا المرأة و هي تعتلي مكانة الرّجل و تنغمس في المكاتب و المناصب و تشاطر مواقفها بأمانة و صراحة.. فتحال النّساء الى موضع الوقاحة.

لا عيب و لا زجر على قادة البلاد لبلادتهم و سخاطتهم.. فنحن من أحلّ لحكّام العرب مباشرة مكانة الرّبّ و نحن من أبلغنا السّاسة الى رتبة القداسة.. يا لفظاعتنا.. انّنا عين النّفاق و النّجاسة.

نحن الّذين ساومنا و بايعنا أوطاننا.. ومن باع وطنه وجب دفنه.. نحن تجاّر و أوطاننا عبيد. نحطّ بلادنا في سوق النّخاسين و نترقّب حسابات المبايعات. بيعت بغداد العراق الّتي لا ذنب لها الّا أنّها وضعت بنتين تدعيا شيعة و سنّة..

كانت الحسنة عراق تربّي بنتيها وترعاهنّ بسلام.. كبرت البنتين فطفقن يتعاركن حتّى احتدّ الصّراع و انتهى الأمر ببيع أمّهنّ. القدس فلسطين بنت عذراء معروضة للمساومة.. يلاحقها ذكر عاسف غاشم يسمّى اسرائيل العميل.. ولكن لحدّتها وصلابتها و مقاومتها.. لم يظفر بها و لم ينلها. أمّا عن المليحة البهيّة دمشق سوريا فقد أعربت عطيّة لشرذمة ارهابيّة في صفقة تاريخيّة. فما أصغرنا و ما أحقر سوق النّخاسة و نخّاسيه.. و لازلنا نردّد بحماسة.. "بلاد العرب أوطاني.. وكلّ العرب اخواني".